الجمعة، 28 فبراير 2014

ملاحظات على التيار الجهادي



ملاحظات على التيار الجهادي
================

ابتداءا لا ينكر اثار التيار الجهادي باحياء هذه الفريضة الغائبة وبث روح الجهاد في الامة بعد سبات الا مكابر

ولكن بالمقابل نحى التيار الجهادي مناحٍ بعيدة
من بعد استشهاد الشيخ عبد الله عزام حتى يومنا هذا
فالشيخ رحمه الله كان يسعى لاقامة دولة اسلامية قوية تنتج عن الجهاد الافغاني
فتكون منطلقا لتحرير الامة واعادة امجادها وحضارتها وخلافتها
لذك كثيرا ما ردد ان طريق القدس يمر من كابل

لكن في اواسط التسعينات خرج علينا الشيخ اسامة رحمه الله والدكتور ايمن بمشروع الجبهة العالمية لمقاومة اليهود والصليبين

وكانت بداية زلل منهجي بترك اقامة الدولة كمنطلق لبعث الامة كما كان الفعل النبوي واستبداله بحرب مفتوحة لا نهابة لها مع الغرب والعالم

فيوم قال النبي الكريم "اليوم نغزهم ولايغزونا" كان قد اقام دولة في المدينة دانت لها جزيرة العرب
وصارت قوة اقليمية بل دولية لا يستهان بها انذاك
وكانت بعدها مستعدة لمواجهة قوى الاستكبار ممثلة بدولتي الفرس والروم لم تستعديها ابتداءا ومن اول نشاتها ولا فتحت الحروب معها

ثم تكرس الزلل بظهور شظايا القاعدة هنا وهناك في اليمن والسعودية والمغرب الاسلامي واوربا
وكلها تنظيمات اكثر غلوا وابعد عن الموازبن الشرعية للقاعدة الام
وكانت دوما ولا زالت اكثر استسهالا بشأن الدماء والتكفير والتفجير فزادت بعدا عن الامة وآلامها

الانحراف الاكبر كان في العراق
ابو مصعب الزرقاوي رحمه الله لم يقبل لنفسه دخول معسكرات القاعدة في افغانستان والعمل ضمنها
وجماعته في العراق ادت لصدامات فكرية بينه وبين شيخه المقدسي كانت الاولى من نوعها في التيار
ثم ازاد الامر سوءا بعده على ايدي البغداديين ابو عمر ثم ابو بكر
ثم تدخل الاخير غير المحسوب في الشأن السوري وأول انشقاق من نوعه ورفض لقرارات وتوجيهات الظواهري

واجبار النصرة على اعلان الولاء للقاعدة مخالفة نصيحة سابقة للمقدسي بعدم التسمي بسميات ترهق الجهاد الشامي
وشيئا فيشيئا صارت جماعة دولة العراق والشام منعزلة عن الامة بما فيها التيار الجهادي نفسه ومنظريه

وتمادت في غيها ومحاربتها للفصائل الاسلامية
في تكرار للسيناريو العراقي وافشال الجهاد هناك
هذه المرة صار اسمهم دولة وبانت حقيقة المسار الذي يريدونه للامة

مشروعهم مشروع نخبة جهادية منعزلة عن امتها

تسعى لدولة اشد سوءا من حال افغانستان تكون عبارة عن معسكرات لتدريب الشباب ثم ارسالهم الى السعودية والاردن وربما الى اليهود 
لعمل مسلح محدود يضيق الخناق على الامة ولا يسبب النكاية في العدو

تحت دعوى اننا اعددنا ما استطعنا 
وفشلنا هو دليل خلل في الاتكال و النوايا والمعتقد
وهكذا ندخل يدوامة لا أخر لها 
بسبب خلل منهجي في فهم الاعداد 

والحق ان الاعداد هو بإقامة دولة قوية ذات اقتصاد متين تحقق النمو والطفرة التي تنقل البلد من دول العالم الثالث الفقيرة الى دولة تنافس في قوتها الاقليمية على الاقل دولة ايران مثلا 

تلك الدولة القوية مرهوبة الجانب هي المعنى الشرعي الامثل للاعداد بقوتها وبأوراق ضغطها بمصانعها الحربية ...
عندها يتحقق مدلول قوله تعالى "ترهبون به عدو الله وعدوكم " وحينها نخدم الامة وننصر مظلوميها 

تركيا اليوم بعد نهضتها قادرة على تحقيق توازن عسكري استراتيجي مع امريكا نفسها والى حد بعيد 
اعني الجانب المادي من قوتها وحسن ادارتها 
بعض النظر عن مدى اسلامية حكامها 
اما دولة البغداي فان مكن لها على ارض الشام كما يريد ستأتيها اساطيل الشرق والغرب وتبيدها كما اطاحت بدولة طالبان 

ونعود لنقطة الصفر بل لتحت الصفر ونرجع مجددا الاسباب الى ضعف في الايمان او اشعرية اوتصوف عند الشعوب في دوامة مغلقة
والاشد ان نعتقد اننا حققنا سنة التدافع وانتصرنا انتصار اصحاب الاخدود 
ما هكذا يكون التمكين الذي وعدنا الله به

لا اقول ما قلت وانا خصم للتيار الجهادي بل محب وناصح 
وانما هي محاولة للفهم الموضوعي لسنن التمكين وللسياسة النبوية في سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق