الجمعة، 28 فبراير 2014

خلاصة هامة ..

إن جل التجمعات الإسلامية المعاصرة تسعى لإحياء جُمَل من فروض الكفايات، وإن كلا منها يضطلع بجانب من جوانب العمل الإسلامي لا بديل منه ولا غنى عنه، فقد قسم الله العمل بينها كما قسم الرزق بين عباده، فمنهم من يُفتح عليه في باب التصفية والتربية، ومنهم من يفتح عليه في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنهم من يفتح عليه في باب الجهاد، ومنهم من يفتح عليه في باب العمل السياسي، ومنهم من يفتح عليه في باب دعوة العامة، ثم من هؤلاء جميعا من يفتح عليه في باب التأصيل والتقعيد، ومنهم من يفتح عليه في باب التطبيق والممارسة الميدانية،، وسبحان من قسم الأعمال كما قسم الأرزاق!

ولا شك أن الأمة في مسيس الحاجة إلى كل هذه الجهود مجتمعة، لا غنى لها عنها، ولا بديل لها منها،
فهي أمسُّ ما تكون حاجةً إلى التصفية والتربية: تصحيحا للمفاهيم، وتزكية للسلوك، وإشاعة للسنة، ومحاربة للبدعة،
وهي أمسُّ ما تكون حاجةً إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو القطب الأعظم في الدين، والمهمة التي ابتعث الله بها النبيين أجمعين،
وهي أمسُّ ما تكون حاجةً إلى الجهاد في سبيل الله، هذه الفريضة الغائبة التي كادت أن تُمحى من ذاكرة هذه الأمة، وأن لا يبقى لها أثر ولا عين!،
وهي أمسُّ ما تكون حاجةً إلى مخاطبة العامة، وحمل الدعوة إلى ما يسمونه "الأغلبية الصامتة" وهي السواد الأعظم في هذه الأمة، وهي التي تحسم الصراع لصالح من تنحاز إليه في نهاية المطاف،
وهي أمسُّ ما تكون حاجةً إلى ارتياد الآفاق السياسية: مدافعة للباطل، وتقليلا للمفاسد، وتحقيقا لما يمكن تحقيقه من الخير، ودفعا لما يمكن دفعه من الشر،،

كل ذلك لا غنى للأمة عنه، ولا بديل للأمة منه، وقد قيض الله جل وعلا لكل جانب من هذه الجوانب أمةً من الناس، أو فصيلا من فصائل الحركة الإسلامية يسهر عليه ويرعاه ويتبناه، على ما قد يشوبه في أدائه من الغلو أو القصور في بعض الأحوال، مع إقراره المجمل ببقية الجوانب وسائر الفروض، ولكنه فُتح عليه في جانب منها مالم يفتح على غيره؛
ولهذا فإن هذا الخير الموزع بين هذه الفصائل هو من حيث الجملة جماع المقصود الشرعي في نهاية المطاف، وهو جل ما يراد إحياؤه من الدين، وأنه بالقيام بكل ذلك على وجهه تستعيد الأمة عافيتها، وتستأنف بإذن الله مسيرتها، وتتبوأ مكانها في ريادة الأمم..
ومن ثم فإن هذا التوزيع عناية إلٰهية بهذه الأمة، ووجه من أوجه تأويل قوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وقوله -صلى الله عليه وسلم- "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك"

وإن على المسلم أن يعقد قلبه على موالاة الجميع، ومحبة الجميع، على منازلهم من السابقة والفضل والبلاء في نصرة الدين، كما يعقده كذلك على بذل النصيحة للجميع بما يكفل أداء هذه الأعمال بما رسمته الشريعة من الرشد ومن البصيرة كذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق