الجمعة، 28 فبراير 2014

هل ترانا نلتقى...

ملحمة عاطفية في ثناياها الحب في الله والتضحية لنصرة دين الله ثم الشهادة في سبيل الله
اين مناهجنا التعليمة ودراساتنا الادبية من دفق المشاعر المخلصة والثبات على الحق ونصرته في هذه الابيات الصادقة والقصة الملحمية 

https://www.youtube.com/watch?v=FFdgk6QW96I
====================
كتبت هذه الأبيات الشاعرة الكبيرة والزوجة الوفية الصابرة "أمينة قطب" رحمها الله، ترثي زوجها الأستاذ "كمال السنانيري" الذي قتل في سجون الظلم والطغيان.

ويذكر أنها خطبت له وهو في السجن يقضي عقوبة السجن المؤبد [25عامًا] بعد التخفيف من الإعدام، وظلت في خطبتها 17 عامًا تنتظر أن تجتمع بزوجها تحت سقف واحد.

وبعد سبعة عشر عامًا من الخِطبة الميمونة يتم الزواج، ويسعد العروسان بأحلى أيام العمر، ولم يمهلهما الطغاة، ففي بداية عامهما السادس من الزواج، قيَّدوا الأستاذ "كمال السنانيري" بالسلاسل، وألقَوه في سجون الظلم والظلام بُهتانًا وزورًا، لاقى فيها ما لاقاه من التعذيب حتى صعَدت روحُه إلى بارئها تشكو إليه ظلم العباد.

فكتبت هي تلك الأبيات رثاءًا في زوجها

هل ترانا نلتقي أم أنها
كانت اللقيا على أرض السراب

ثم ولت وتلاشى ظلها
و استحالت ذكريات للعذاب

هكذا يسأل قلبي كلما
طالت الأيام من بعد الغياب

فإذا طيفك يرنو باسماً
و كأني في استماع للجواب

أولم نمضي على الحق معاً
كي يعود الخير للأرض اليباب

فمضينا في طريق شائك
نتخلى فيه عن كل الرغاب

و دفنا الشوق في أعماقنا
و مضينا في رضاء واحتساب

قد تعاهدنا على السير معاً
ثم آجلت مجيباً للذهاب

حين نادني ربٌ منعم
لحياتة في جنان و رحاب

و لقاء في نعيم دائم
بجنود الله مرحا بالصحاب

قدموا الأرواح و العمر فدا
مستجيبين على غير ارتياب

فليعد قلبك من غفلاته
فلقاء الخلد في تلك الرحاب

أيها الراحل عذرًا في شِكاتي
فإلى طيفك أنات عتاب

قد تركت القلب يدمي مثقلاً
تائهاً في الليل في عمق الضباب

وإذا أطوي وحيداً حائراً
أقطع الدرب طويلاً في اكتئاب

و إذا الليل خضم موحش
تتلاقى فيه أمواج العذاب

لم يعد يبرق في ليلي سنا
قد توارت كل أنوار الشهاب

غير أني سوف أمضي مثلما
كنت تلقاني في وجه الصعاب

سوف يمضي الرأس مرفوعاً فلا
يرتضي ضعفاً بقول أو جواب

سوف تحدوني دماء عابقات
قد أنارت كل فج للذهاب

هل ترانا نلتقي أم أنها
كانت اللقيا على أرض السراب

ثم ولت وتلاشى ظلها
و استحالت ذكريات للعذاب

هكذا يسأل قلبي كلما
طالت الأيام من بعد الغياب

فإذا طيفك يرنو باسماً
و كأني في استماع للجواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق