الدولة الفاشلة وعوامل فشلها:
=================
فشل الدولة في عالمنا الاسلامي في تحقيق التقدم الحضاري والنهضة يعود برأي الشيخ الشاذلي الى ستة محاور رئيسية
المحور الاول :النظام الاقتصادي
----------------------------------
النماذج العالمية الاقتصادية هي
1- النظام الكلاسيكي الرأسمالي
2-الرأسمالية المتوحشة -نيو كلاسيك-
3-الشيوعية
4- النظام الكينزي
والحلقة المفرغة التي شهدتها بلداننا في محور الاقتصاد هي (اشتراكية---انفتاخ---راسمالية متوحشة)
كيفية الخروج من الفشل وكسر الحلقة هو كما فعلت الدول التي خرجت من الازمات الاقتصادية وحققت التقدم
كماليزيا والارجنتين التي اعتمدت النظام الكينزي في الاقتصاد القائم على وجود قطاعين عام وخاص
ووجود تعادل بين القيمة النقدية والقيمة الانتاجية
فلا يكون الاقتصاد ورقي مجرد مقامرات البورصات دون منتجات وسلع حقيقية
فضلا عن اشراف الدولة على الانتاج وعدم اعطاء قروض بنكية الا ضمن هذه السياسة
واعطاء الفرصة للرأسمالية الوطنية المحدودة للمسهمة في نمو البلد
بذلك تبدأ الدولة بالنمو الاقتصلدي
-اوربا انقذها بعد الحرب العالمية الثانية مشروع مارشل القائم على النظام الكينزي
والغرب بعد الازمة المالية 2004 لم يخرجه الا النظام الكينزي
ونذكر يومها كيف ان البنوك الاسلامية نجت من الازمة
قد يسأل سائل لما يعودون الى الرأسمالية المتوحشة وقد انقذهم النظام الكينزي؟
السبب هو الطمع بالمقامرات وهي مشكلة الرأسمالية المتوحشة التي تجعل اقتصاد الشعوب رهينة لاطماع المقامرات الورقية لقلة من المنتفعين والمقامرين
-اي استثمار خارجي لابد ان يسهم في نقل التنكلوجيا وادخال تقنيات جديدة الى البلد
وليس مجرد منح المستثمر فرصة للثراء الفاحش والتحول لرأسمالية متوحشة بسبب التسهيلات الضريبية ورخص اليد العاملة دون ان يقدم للبلد تكنلوجيا صناعية جديدة
وهذا عين ما فعلته الصين في نهضتها
النظام الكينزي اعتمد على الاشتراكية الفابية التي اسسها جورج برنارد شو والتي استمدت مبادئها من العدالة الاجتماعية في الاسلام
والنظام الاسلامي يزيد على العدالة الكينزية بتحريم الغش وبيع الغرر والنجش والقمار وبخس الناس اشياءها وبيع ما ليس عندك وما لا تملكله ولا تستوفيه...
===============
المحور الثاني :هو المحورالسياسي
-----------------------------------
التعددية امر اقره الاسلام وسبيل للاستقرار المجتمعات ومواجهة الفشل والانحدار
اول وثيقة قبول وتعايش هي وثيقة المدينة التي ارست قواعد المواطنة بين المهاجرين والانصار ويهود المدينة
واقرت بالتعددية لكل جماعة وقبيلة من المهاجرين والانصار واليهود واعطاءها حقها وذاتيتها وحقوقها وشخصيتها
ولم يحول الناس الى انفار كما تفعل الاحزاب الشمولية في دولة الحزب الواحد
تحدثنا الوثيقة عن طائفة المهاجرين وثمانية طوائف من الانصار
"المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى وكل طائفة تفدي عانيها يالمعروف والقسط بين المؤمنين"
وقال مثل ذلك عن ثمانية طوائف من الانصار
"وان المؤمنين لا يتركون مفرحا-مكروبا-.."
"وان من تبعنا من يهود فأن لهم النصر والاسوة.. "
"وأن يهود بني عوف امة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسليمن دينهم الا من ظلم و اثم فانه لا يوتق الا نفسه واهل بيته.."
وذكر لطوائف اليهود الاخرى مثل ذلك مقرا لهم بالتعددية داخل مسمى اليهود
فاشتملت الوثيقة على 90 بند لليهود عشرة منها
-من ذلك ما جاء في حديث ابي سفيان والعباس يوم فتح مكة "فمرت القبائل على راياتها" اي كان لكل قبيلة راية
- من ذلك التعددية الفقهية في مدارس الفقه المختلفة
وابن تيمية عند حديثه عن الطائفة المنصورة جعل فيها المذاهب المختلفة
-جاء في مدونات الفقه صفات اهل الحل والعقد (العدالة- التمثيل- الكفاءة) اي وجوب رضى المجتمع عنهم
- لما اراد النبي-عليه السلام- ان يعطي غطفان من ثمار المدينة قال" حتى أستأمر السعود.."
وهم وجهاء المدينة الخمسة : سعد بن معاذ وابن عبادة وابن مسعود وابن الربيع وابن خيثمة ورفض السعود فورفض رسول الله برفضهم
"أستأمر" تفيد الشورى الملزمة فكيف نعدل عن رأي رسول الله الى رأي الملوك المتغلبين فهذا من عوامل فشل الدول
- الاحزاب ليست دوما حالة تعددية محمودة بل كثيرا ما يحدث بينها التناحر والشقاق
كما في عهد الملك فاروق فرغم ازدهار الاحزاب وصل البلد لحالة الفشل السياسي
حتى قال الشاعر:
الى ما الخلف بينكم الى ما*******وهذه الضجة الكبرى على ما
وفيما يكيد بعضكم لبعض*******وتبدون العداوة والخصامَ
فلا مصر استقرت على ******حال ولا السودان داما
فيحصل الفشل مع التعددية الحزبية عندما تكون الاحزاب متناحرة وغير قادرة على اضافة شيء للمجتمع
والتناحر الحزبي هو الدجل السياسي
فدخلت مجتمعاتا في حلقة مفرغة من الفشل بين الحكم الحزبي المتناحر ثم حكم الحزب الواحد تحت حراب العسكر وهكذا
وتكسر هذه الحلقة بالحكم الاسلامي الحقيقي المدني لا العسكري بتعددية حزبية
وبأن تكون الاحزاب متعاونة لا متناحرة ووضع شروط كفاءة لها تلزمها التنافس في الخير والتعاونها على البر والتقوى
وبأن بكون للاحزاب اسهام في بناء المجتمع وتنميته
كما في امريكا و"اسرائيل" حيث الاحزاب هناك مليئة بالكوادر والفكر والخبرات همهم الوحيد التنافس في تنمية بلدانهم
===========
المحور الثالث: عدم حسم صراع الهوية:
------------------------------------------
وهو احد اسباب تخلف الشعوب العربية والاسلامية فهل هي علمانية غربية ام اسلامية شرقية
وقد حسمت اوربا صراع الهوية فكان ذلك منعوامل نجاحها
وجعلت هويتها قائمة على -عصر النهضة-حضارة الرجل الابيض- التراث الهيليني الروماني - التراث المسيحي العبراني -عقيدة الغرب
فمهما تغيرت الاحزاب الحاكمة بين اشتراكية وليبرالية و...الخ لا يمس احد هوية البلد
عالى عكس الحاصل في بلداننا فالليبرالي يريد فرض الهوية الليبرالية والعلماني العلمانية ...
والاسلاميون يمانعون ..هكذا في حلقة مفرغة (علمانية ظاهرية--اسلامية ضعيفة)
وغالبا ما تلجأ الاقلية العلمانية الى الحاكم المستبد فتسيطر على الاعلام والصحافة فتعطي البلد هوية ظاهرية علمانية غير حقيقية
ولا يكون كسر هذه الحلقة والخروج من حالة الفشل التي تسببها الا بحسم هوية البلد الاسلامية
=============
المحور الثالث :القيم:
-------------------------
سيطر فهم خاطئ للسياسة وانها دوما غير اخلاقية
وهذا عند الغرب ليس السياسة بل هو الدجل السياسي
والغرب يفرق بينه وبين البراغماتية فيرفض الاول مع اقراره بالثانية
فيضعون معايير قيمية للأخلاق السياسية
فقيمة الصدق عندهم مثلا مقدمة على سواها
وحين كذب كلينتون في علاقته مع لوينسكي أُقصي من عالم السياسة رغم شيوع الزنا عندهم اصلا..
في مجتمعاتنا صار تُعرّف السياسة انها الدجل السياسي!!
الخروج من ذلك بتفعيل منظومة القيم الاسلامية في العمل السياسي تفعيلا واقعيا
============
المحور الخامس :المقاومة
-----------------------------
في البلدان التي تسعى للنمو مع الخروج من التبعية لا يصلح الدخول في حروب عسكرية نظامية طاحنة تنهك البلد
فلابد من القدرة على المقاومة الرادعة العلمية المدروسة
فالمقاومة الفلسطينة بعدم امتلاكها للصواريخ المضادة للطيران الاسرائيلي لم تستطع رد العدوان عن المدنيين
مع الوقت يضطرها الظرف للتحول التدريجي الى العمل السياسي الذي لم تكسب منه القضية الفلسطينية شيئا
فالمقاومة الصحيحة تعني امتلاك وسائل دفاع ناجحة ومتطورة
بينما اعتمدت المقاومة في فيتنام على تأسيس بينية تحتية متكاملة تحت الارض كوسيلة فاعلة في جغرافيتها
فانتصرت بامتلاكها - الاصرار على المقاومة -وامتلاك الوسائل الفعالة
كذلك المقاومة العراقية بونجاحها الجزئي ضد المحتل اوقفت العدوان الامريكي على البلدان المجاورة
================
المحور السادس: التنمية
---------------------------
التنمية هي اساس التطور وكسر حلقة التخلف والتبعية والخروج من مستنقع الدول النامية الى نطاق الدول المتقدمة
لابد لنا من اعداد مشاريع التنمية التي تستهدف النظام التعليمي والنظام الصناعي والاقتصادي والصحة ومواجهة التخلف
ففي التعليم لابد من استهداف خفض عمر الخبرة للفرد (الخبراء والاستشاريون) من سن 45-50 سنة الى عمر 35 سنة
بحيث تكون هذه الطبقة فتية وقادرة على تولي دفة التنيمة
يتطلب ذلك اصلاح تعليمي بزيادة كم ونوع المعلومات في مرحلة ما قبل الجامعة بحيث نجعل المرحلة قبل الجامعية مشتملة لعلى شيء من التخصص
بانزال مواد من السنوات الجامعية الاولى الى المرحلة الثانوية فبذهب الطالب الى كليته بقاعدة معرفية اعلى وهو ما تفعله انكلترا في نظامها التعليمي
ثم انزال مواد من مرحلة الدراسات العليا الى البكالوريوس رفعا للمستوى التعلمي لخريجي الجامعات
بعد ذلك اقامة معاهد وبيوت خبرة تكون اداة لنقل التكنلوجيا العالمية وتكون قائمة على الممارسة العميلة المهنية التي تغني عن ما يسمى training on the job
فيبلغ الفرد اوجه العلمي والعملي في سن مبكرة بحدود الخامسة والثلاثين فيكون قاعدة صلبة للتنمية
في الصناعة يجب البدء بالصناعات التي لا تحتاج تقنية عالية
كالصناعات الزراعية التي تعمل بنفس المبادئ منذ عقود مع دخول محدود للتكنلوجيا فيها
بعدها يتم الدخول الى الصناعات التي ترفع الدخل المادي للبلد للمساهمة في تمويل التنمية ورفع مستوى الرعاية الصحية...
واساس ذلك اقامة تخصص هندسة السيليكا -وصحارينا غنية بالمادة الاولية- التي ترتبط بعلوم الالكترونيات وانصاف النواقل والالكتروميكانك
من ثمرات هذا التخصص التطور في مجال الروبوت والتحكم الالي وصولا الى الهندسة الفضائية والاستشعار عن بعد والمسوح الجيوليجية التفصيلية
بالتالي الكشف الذاتي المبكر عن الثروات الباطنية وتوظيفها في ماكينة التنيمة
- بعد ذلك تكون مرحلة انشاء المصانع واحياء الصناعات المختلفة وصولا للتطور والنقلة الحضارية
يرافق ذلك اقامة شركات تجارية لتدوير الانتاج والحفاظ على التوازن بين النمو النقدي والانتاجي تجنبا لحدوث التضخم او الانكماش الاقتصادي
الحكومة الاسلامية في ظل الدولة القطرية
=======================
حين نتكلم عن النظام السياسي الآن ، فنحن نتكلم في حدود الدولة الُقطرية التي فرضت علينا منذ اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 م ، وسقوط الخلافة نهائيا عام 1924 م، وهي ظروف استثنائية تاريخية لحين عودة الخلافة الإسلامية عن قريب من جديد بعون الله ومشيئته ، إنه سميع قريب مجيب .
فالحكومة الإسلامية يترأسها سياسي ، وهو رئيس الجمهورية الإسلامية ، ويختار من خلال انتخابات حرة مباشرة .. ومدة ولايته خمس سنوات .. وله حق الترشح لمدتين فقط، حتى لا يحدث استبداد للسلطة وتبديد الثروة .
اقرب النظم المعاصرة هو النظام الرئاسي حيث تتوزع السلطات بين
تنفيذية -نيابية ورقابية (مجلس نواب) -التشريعية (مجلس الشيوخ) - القضائية
السلطة التنفيذية :
-------------------
تكون بيد رئيس الدولة يعاونه مجموعة وزراء
رئيس الدولة هو رئيس الحكومة بالوقت نفسه يختار من قبل الشعب بشكل مباشر او غير مباشر
مهمتها تنفيذ السياسات والقواعد التي يضعها المجس النيابي
يساعد الرئيس : الوزراء والإدارة السياسية الدائمة أو المعينة سياسيا والدوائر من مثل الشرطة والقوات المسلحة .
ويعاونه ثمانية تخصصات لها أشكال مختلفة إما في شكل نواب أو مساعدين أو أعضاء هيئة مكتب أو مستشارين أو هيئات قومية متخصصة ، وهؤلاء المعاونون :
-1 معاون اقتصادي .
-2 معاون عسكري .
-3 معاون أمن قومي ويشمل :
أ الأمن الداخلي .
ب الأمن الخارجي الإقليمي .
ج الأمن الخارجي الدولي .
4 - معاون شرعي ، بحيث يكون مجتهدا ، عالمًا بنصوص الكتاب والسنة ، وبفقههما ،وكذلك فقه المذاهب ، والفقه المقارن ، ومواضع الإجماع ، وكتب الاختلاف.
5 - معاون استراتيجي متخصص في كل من : الجغرافيا السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية (من حيث نظرية السكان وتركيبتهم ).
6- معاون في شئون التنمية .
7- معاون في الخدمات والبنية التحتية والبيئية .
8- معاون متخصص في نقل التكنولوجيا وصناعة القوة والتقد م لنقل البلد إلى
الصناعة المدنية والعسكرية والدخول في عصر الصناعة وعصر القوة والتقدم وعصر الدولة الحديثة .
هؤلاء المعاونون ليسوا مجرد أفراد بل مكاتب متخصصة قائمة على دراسات جادة وينوب عنهم ذلك المعاون .
رئيس الجمهورية هو من يختار ويشكل الحكومة .
.........
فائدة:
الحكومة لا تنتخب كما في النظام البرلماني ، منعا للاستبداد البرلماني الذي يسمح ببقاء رئيس الحكومة باختصاصات رئيس الجمهورية لمدد متطاولة ويسمح بتمرير المشاريع بطريقة (موافقون) دون دراسة حقيقية، وذلك لأن الحزب الفائز بالأغلبية فى النظام البرلماني هو الذى يقوم بتشكيل الحكومة ، ويكون رئيس الحكومة من نفس الحزب ، وقد يبقى مددا متطاولة طالما أن الحزب يختاره لرئاسة حكومته ، وبالتالى فالأغلبية البرلمانية المنوط بها الرقابة
على سياسات الحكومة هي التي تشكل الحكومة !!،
ومن هنا تكون الرقابة شكلية ، ويبقى الاستبداد البرلماني سمة لازمة لهذا النظام ، بل ويكون هذا الاستبداد مقننا .
وقد يصل الأمر إلى توريث رئاسة الحزب ، ومن ثم رئاسة الوزراء ، وتصبح عائلات حاكمة كما في الهند (انديرا غاندي من بعد ابوها والنها من بعدها والان زوجة ابنها!!) وكما في الباكستان عائلة بناظير بوتو وابو ها وزوجها!!
ويبقى عيب آخر فى النظام البرلماني فى حالة عدم حصول حزب ما على أغلبية كافية ، وفى هذه الحالة يلجأون إلى الحكومة الائتلافية ، وهى حكومة ضعيفة تسقط بانسحاب وزير او اكثر كما في لبنان وتصبح الحكومة هشة وضعيفة ومرهونة بابتزازات سياسية ، ومواقف حزبية أو شخصية تغيب بها عن مصالح الأمة ولا يوفر للحكومة لا القوة ولا الاستقرار اللازم لتنفيذ مشاريع وبرامج استرتيجية .
أما النظام الرئاسى فيمكن تحديد مدة الرئيس بمدة أو اثنتين ، كذلك لا يرتبط فيه منصب الرئاسة بالأغلبية البرلمانية فانتخابات الرئاسة منفصلة عن الانتخابات البرلمانية ، وقد تكون أغلبية البرلمان من حزب والرئيس من حزب مختلف ، وهنا تكون الرقابة جادة وموضوعية ، وبالتالى فالنظام الرئاسى لا يوجد به استبداد برلمانى دائم كما فى النظام البرلماني
وبالتالي فلا توريث ولا تقنين للاستبداد ولا تقنين لعملية (موافقون) الهزلية .
يقدم الرئيس نائبه الذي يكمل ما عنده من جوانب ضعف ، فمثلا قد يكون الرئيس متقن للأمور الخارجية وتركيزه فيها أعظم ويخشى أن يأتي هذا على حساب اهتماماته الداخلية ، والتي يجب أن يكون متقنا لها ولو بدرجة أقل ، فيكون نائبه متقنا للأمور الداخليةكمكمل له, وبالتالي يطمئن الناس إلى مستقبل من يختارونه وأنه لن يتقن في مجال دون مجال فتضيع طائفة من المصالح ، فتقدمه بفريقه يعطى صورة كاملة للأمة للاطمئنان والاختيار عن بينة .
.........
طرق اختيار الحاكم :
يوجد طريقان لاختيار الحاكم :
الأول : التقدم المباشر للأمة للانتخاب المباشر للرئيس الذي تختاره الأمة .
الثاني : ترشيح أهل الحل والعقد له وتقديمه للأمة للاختيار للموافقة أو الرفض .
وبناء على هذا فالصور الواقعية المقترحة اليوم :
1- الانتخاب المباشر للرئيس من قبل الأمة :
وهو يقوم بتشكيل حكومته مع انتخابات مباشرة أيضا ومستقلة للمجلس النيابي ..
وانتخابات أخرى مباشرة ومستقلة لمجلس الشيوخ ، ( أهل النظر والاجتهاد وسيأتي تفصيل شروط أعضائه وتفصيل وظيفتهم ) ، وهو مجلس أعلى من المجلس الأول وله وظيفة تقنين الشريعة .
2-نفس النظام السابق مع اختلاف :
وهو أنه في هذا النظام يختار الناس ممثليهم من أهل الحل والعقد ، ويقوم أهل الحل والعقد (البرلمان) بدورهم بترشيح عدد من المرشحين للرئاسة وتقديمهم للأمة للاختيار وهى طريقة قريبة من الجمع بين البيعة الخاصة (من أهل الحل والعقد) والعامة (الأمة بأكملها) ،
لأن البيعة الخاصة فقط أثبتت فشلها كما في لبنان بحرمانهم عموم الناس من الانتخاب المباشر وحصر الاختيار في البرلمان بالطريقة التوافقية والتي يتلاعب فيها النواب بين مختلف القوى ويتذبذبون بين شتى المواقف ويبقى الاختيار مبنيا على كتل وطوائف .
بينما الصواب أن يكون الاختيار مباشرا فقد يكون للشخصية قبولا خارج الطوائف
والتكتلات من بقية الناس حتى مع اختلاف الطائفة أو الكتلة .
3- المَلكية الدستورية :
وفى هذا النظام الملك يملك ولا يحكم ، وينص الدستور على هذا ، يكون هناك انتخابات
لاختيار رئيس الوزراء ، اختيارا حرا ، وهو يشكل حكومته ، وتكون هناك انتخابات
منفصلة للمجلس النيابي ، وهذا الفصل واجب وهام حتى يمنع :
أ الاستبداد البرلماني .
ب التهديد الدائم الموجود في الحكومات الائتلافية والذي قد تسقط فيه الحكومات بصوت أو اثنين أو أكثر .
4-نفس الوضع السابق :
لكن يكون للمجلس النيابي حق ترشيح عدد من المرشحين للأمة لاختيار رئيس الوزراء من بينهم (البيعة الخاصة والعامة )
ثانيا : السلطة الرقابية :
--------------------------
وتشكل من خلال انتخابات أخرى مستقلة سواء سمى مجلس شعب أو مجلس نيابي أو مجلس رقابي .
شروط نوابه ثلاثة :
-التمثيل لمن ينوب عنهم .
-الكفاءة .
-العدالة .
وظائف المجلس الرقابي :
1- الشورى الملزمة للإمام أو الرئيس .
2- الحسبة على الإمام أو الرئيس ، ومنها الرقابة المالية ومراقبة سياساته .
3- العزل والترشيح بالنسبة للإمام ، فلهم حق عزله عند انحرافه واستحقاقه للعزل بالشروط الشرعية ، ولهم حق ترشيح الأشخاص المؤهلين لمنصب الإمامة لتطرح أسماؤهم على الأمة لتختار من يحكمها .
- والأمة تشارك الحكومة في الحكم من خلال الشورى الملزمة والحسبة والمشاركة فى السياسات بالموافقة أو الرفض والتعديل .
-العمل الرئيس للسلطة التنفيذية والرقابية هو رعاية المصالح في إطار الشريعة ، وسياسة أمور الأمة ، وليس لهم دور في العمل التشريعي ، منعا لتسييس الدين ، أو خضوعه للأهواء والرغبات الشخصية .
ثالثا : السلطة التشريعية :
------------------------------
مجلس أهل النظر الشرعي والاجتهاد :
التشريع حق خالص لله تعالى :
يقصد بالسلطة التشريعية : تلك الهيئة التي لها حق إصدار القواعد العامة الملزمة التي تحكم تصرفات الناس ، استنادا إلى حاكمية الشريعة ، وحق الله الخالص في التشريع داخل كيان الدولة.
وتقوم هذه الهيئة باستنباط الأحكام الشرعية من الأدلة التفصيلية من الكتاب والسنة ، وإيجاد تشريعات (بطرق الاجتهاد المنضبطة) لما يستجد من الأمور نتيجة للتطور الحضاري الذي وصلت البلاد إليه ، وتنظيم العلاقات سواء كانت داخلية أو دولية فيما لا يوجد دليل عليه من كتاب أو سنة ، فتمنع بذلك العبث بالقوانين ، كما هو الحال بالقوانين الوضعية فيما يسمى بترزية القوانين ،نتيجة لجدية أحكام الشريعة وانضباط أصول اجتهاداتها .
والسلطة التشريعية في الوضع الإسلامي تتمثل في مجلس أهل النظر الشرعي
والاجتهاد ، وهو عبارة عن :
1- علماء مجتهدون للنظر الشرعي ، ويكونون مستقلين عن أي أحزاب ، ويمكن أن ينتخبوا من خلال هيئاتهم الشرعية التي ينتمون إليها ، ويؤخذ منهم المتخصصون في علم الفقه والشريعة وليس مجرد المتخرج من كليات كداعية أو في مجال اللغة ، ويمكن ترشيحهم للانتخاب العام .
2-علماء قانون (للصياغة القانونية) ينتخب ون من هيئاتهم القانونية ، أو بالانتخاب العام .
3- علماء وخبراء وأمناء من الأمة لهم قبول عندها لصياغة المصالح والاحتياجات
والمشاكل وتوصيفها كمتخصصين لتقدم للعلماء المجتهدين لاستنباط الحكم الشرعي ، مع الصياغة القانونية من رجال القانون ، يتم اختيارهم بالانتخاب العام بعد ترشيح من مؤسسات المجتمع المدني المختصة أو ذات الصلة ، أو بالانتخاب العام مباشرة بعد تحديد الصفة .
والوظيفة هي :
1-صياغة القوانين الشرعية للأمة (تقنين الشريعة)
2-الاجتهاد عند النوازل ، وذلك بأن يعِرض عليهم المجلس النيابي اقتراحات قوانين وهو يستخرج الأحكام الشرعية والتي تصاغ صياغة شرعية قانونية من خلال رجال القانون المنتمين للمجلس .
رابعا : السلطة القضائية :
----------------------------
هي سلطة الفصل في المنازعات المعروضة أمامها . وهي فرع الدولة المسئول عن التفسير الرسمي للقوانين التي تسنها السلطة التشريعية فى الأوضاع العلمانية ، أو مجلس أهل النظر الشرعي والاجتهاد فى النظام الإسلامي ، وتنفذها الحكومة . وهي المسئولة عن القضاء والمحاكم في الدولة ، ومسئولة عن تحقيق العدالة ، كما أنها مسئولة عن مسيرة وتقاليد القضاء في الدولة ومصداقية القوانين التي تطبقها . ويكون لهذه السلطة مجلس أعلى ، ومحكمة دستورية، ولهم هيئة تمثلهم ولهم انتخاباتهم الخاصة . ويجب أن يكون القضاء مستقلا وألا يكون مسيسا .
........
فصل السلطات
هذه هي السلطات الأربع التي يقوم عليها نظام الحكم في الحكومة الإسلامية من أهم مظاهر الفصل بين السلطات حرمان السلطة التنفيذية من حق سن القوانين وحرمان الوزراء ورئيس الدولة من الاشتراك في مناقشات البرلمان وحرمانهم أيضا من حل المجلس النيابي .
كذلك فالحزب الحاكم لا يحتكر تفسير الشريعة ،
بل دوره في السلطة التنفيذية : يقدم الرئيس ، ويشارك في الحكومة ، ويشارك في المجلس الرقابي .. يقدم كوادر فنية متخصصة في الإطار التنفيذي .
الذي يفسر الشريعة فهو الأمة كلها ممثلة في أهل النظر والاجتهاد الذين تختارهم الأمة سواء من خلال انتخاب مباشر أو من خلال انتخابهم داخل دائرة العلماء المجتهدين .. وهم مستقلون لا ينتمون لأحزاب سياسية ، ولا يعملون بالسياسة .. وتصاغ الشريعة كقانون لكنه قانون رباني بعيد عن عبث الأهواء ، وهذا ما تلزمه عقيدة التوحيد .
هذه الصيغة من نظام الحكم تقبل تعدد الأحزاب .. وهى تعددية بقواعد شعبية تحت حاكمية الشريعة .. ولا بد من تداول سلمي للسلطة
للمزيد يرجع لكتاب :
الحكومة الاسلامية-رؤية تطبيقية معاصرة- دار الكلمة للنشر 2011
الخط الحركي للدعوة الاسلامية
=================
إن مفاهيم الايمان والاسلام وعلاقة الحاكم بالمحكوم مفاهيم استقرت نظريا ولابد من تفعيلها
والانتقال من الفكر والتأصيل الى التفعيل بالواقع وذلك عبر خط حركي تكتيتي واضح المعالم
يتميز بالسرعة والديناميكية مواكبة العصر
كان النمو مقتصرا على الجانب النظري التأصيلي ورافقه جمود في المجال الدعوي التربوي فضلا عن جمود تام في الجانب الحركي
قال الاستاذ سيد قطب:"لا يصح نمو حركي اكبر من النظري ولا نظري اكبر من الحركي ولابد للمسارين من التلازم"
-إن الهدف النهائي الاستراتيجي للدعوة الاسلامية هو اقامة الدولة الاسلامية
وهذا الهدف تسبقه خطوات ومراحل وحركات مبنية على السياسة الشرعية وفقه السيرة تأخذ منهما عبرا وهديا نبويا
- التقدم بالخطوات العملية الحركية سيصتدم دوما بالذين توقفوا عند مرحلة النمو النظري اوالفكري دون النمو الحركي
-الاهداف المرحلية قد تبدو علاقتها الواضحة بالهدف النهائي وقد لاتبدو لكنها بالنهاية لابد انها تخدمه بوجه من الوجوه
-اقل هذا النمو الحركي ان يكون لنا غطاء سياسي يؤمن حماية الدعوة والدعاة من البطش -حتى نتمكن من تحقيق اهدافنا- من المؤمين او من غير المؤمنين
كما احتمى النبي عليه السلام بسيوف بني هاشم مؤمنهم وكافرهم واحتمى بعمه ودخل في جوار المطعم بن عدي وخزاعة كانت حليفته مؤمنهم وكافرهم ...الخ
فرسول الله لم يسوي بين موقف المحاد والمحايد والمتعاطف
-فمن اهل مكة من كان حربا على محمد واصحابه
-ومن اهل مكة من قال دعوا محمد فإن يظهر فهو خير لكم وإن تأكله العرب فقد كفيتموه..
-اخرون كانوا متعاطفين كالذين ارسل الطعام للمحاصرين في الشعب ثم نقضوا الحصار
فلم يرفض رسول الله تلك الانفراجة وفرح بها وقال لعمه انظر الى الصحيفة لم يبقى منها الا اسم الله ..
كذلك لما ارسل الناس الى النجاشي وقال "لايظلم عنده احد"
ومنه فرح الصحابة بانتصار النجاشي على من خرج عليه
كذلك هل يستوي من مزق خطاب رسول الله فدعا عليه بتمزيق ملكه مع من تلقاه بالاحترام وارسل له الهدايا
من ذلك تدرج التحريم وفي عمليات القتال
من ذلك خوفهم على بيضة الاسلام من الروم وتخوفهم من غزوهم وقت الخندق حين كانوا يبيتون في الحديد
ثم بعد الخندق قال :"الان نغزوهم ولا يغزونا" وبعدها اتى بجعفر من الحبشة
وكان قد ابقاه خوفا من استئصال الاسلام في المدينة وحرصا على استمرار الدعوة في موطن اخر
-قصر الدعوة في اولها على قريش حتى لا تجتمع العرب مبكرا على الاسلام واهله
فحين جاء نعيم بن مسعود مسلما اوصاه بالكتمان وقال له ارجع فخذل بين المشركين
وقال لابي ذر انما انت رجل واحد فإذا رأيتنا ظهرنا فأتنا
كذلك الطفيل بن عمرو الدوسي وارجاعه لقومه داعيا لهم وحتى يأمن المسلمون قومه
فقد قال الله تعالى "كزرع اخرج شطئة فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه" يعني التدرج
كذلك التدرج في احكام القتال :
-من حديث "كفوا ايدكم"
-"أذن للذين يقاتلون.."
-"قاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا.."
-"قاتلوا الذين يلونكم من الكفار .."
-"قاتلوا المشركين كافة .."
-من ذلك ايضا التوجيه بـ"دع أذاهم" اذا كان الاسلام فيه انكسار والتوجيه بـ"قاتل الكفار والمنافقين..." اذا كان للاسلام ظهور
كل ما سبق امور مرتبطة بالحركة وهو الخط الحركي الذ كان يدرسه الاستاذ سيد بمرجعية السياسة الشرعية وفقه السيرة
وقد قال رحمه الله في الظلال: "كل نمو نظري يسبق النمو الحركي ولا يتمثل خلاله هو خطأ وخطر كذلك بالقياس الى طبيعة هذا الدين وغاياته وطريقة تركيبه الذاتي
قال الله تعالى :"وقرأنا فرقناه على مكث ونزلناه تنزيلا" فالفرق مقصود والمكث مقصود كذلك ليتم البناء التكويني المؤلف من عقيدة في صورة "منظمة حية" لا "نظرية معرفية"
-فالجامدون على النظري دون الحركي يرفضون هذا الخط التكتيكي تحت حجج انه قبول بديمقراطية شركية او انه اقرار لمبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"
كان سيد رحمه الله يقول :" إذا اعتقدم عقيدة اهل السنة بحذافيرها ثم لم تعملوا على احياء الامة فأنتم فرقة جديدة أضيفت للمسلمين"
إن الاحياء يحتاج حركة وهي كلمة حسن البنا التي كان يوصي بها سيد قطب : "انتم روح تسري في الامة فتحييها بالقرأن ,لستم حركة محدودة ...."
هذا السريان هو تغلغل وانتشار في كل مكان وليس انزواءا او انسحابا او رضى بالسجون والمعتقلات والقبول بالتزام عقيدة دون حركة وعدم دفع المخاطر الحالية والمستقبلية
-من الفهم السقيم اعتقاد بعض الاخوة ان العمل الدعوي هو افتتاح كتاتيب لتحفيظ القرأن وبعض مسائل الفقه دون تعليم الامة مسائل الحكم والحاكمية وفقه المعاملات ومنهج احياء الامة وفق التوجيه الرباني الشامل
وفهموا ان نقف عند قضايا التوحيد ونعتنقها ولا علينا ان هلك الناس بعد ذلك
فتقاعسوا وانزووا ولم يكونوا روحا تسري في الامة
وصارت اقوام تظن اننا مجرد أمة من الامة وان صفحة العداء التاريخي مع اليهود والصليبين قد طويت
وانه لاعلاقة لنا بقضايا الامة المختلفة ولا بأحوال معيشة الناس وغلاء الاسعار والبطالة والعنوسة ...الخ
-يكتفى احدهم بعقيدته ويقول ستنجيني من النار ولا شأن لي أخر
-والمرجئة يعتبرون الامر مجرد معالجة انحراف وان الوجودين الشرعي والتاريخي للامة مستمران لم ينقطع احدهما
وان انحرافات الحكام اليوم كانحرافات يزيد وان العلمانية كانحرافات قديمة ولا فروق جوهرية ولا يؤصلون للاحياء ولا اعادة البناء
-المغالون بالتكفير يرون الامة واعداءها ملة واحدة والامة عندهم هم الناس الذين يدعونهم ويربونهم على مفاهيم الولاء والبراء والخصومة
وكأن نبيا جديدا قد بعث! وقد اصدروا شهادة وفاة للاسلام واهله وانعزلوا عن الامة حتى توقف الخطاب الدعوي عند الحد النظري التأصيلي
فلما اردنا تفعيل الجانب الحركي وسعينا لايجاد غطاء سياسي قالت الاصناف السابقة هذه مشاركة والمشاركة ديمقراطية شركية و انغماس بالكفر لتحقيق المصلحة
وكأنه يريد استمرار الاستبداد ويرفض حرية الاختيار
فالمفهوم الاستبداي مع الاعتزال عن المشاركة -لاسيما بعد الثورة- يعني سجون ومعتقلات وتضييق مع ضعف للبلد وعدم قدرة على الخروج من مستنقع الدول النامية
وبالتالي عدم القدرة على تفعيل مفاهيم الولاء والبراء ومناصرة المظلوم واعادة الحضارة للامة ..الخ
-حزب الله الشيعي في لبنان ادرك اهمية الغطاء السياسي وشارك بالحكومات اللبنانية فحمى نفسه من تهمة الارهاب وحافظ على سلاحه وشرعن وجوده
-الخط الحركي يهدف من المشاركة بعد الثوارت الى 1-كسب القواعد الشعبية 2- اعداد بيوت الخبرة اللازمة 3-اقامة حكومة ظل تهييئا لاقامة الدولة الاسلامية
التي تحكم بالشريعة عبر حكومة اسلامية تتحمل ملفات الامن والدفاع والعلاقات الدولية ..الخ
-الدعوة لاتقدم نفسها بديلا عن النبي عليه الصلاة والسلام بل بديلا عن
1-ابن تيمية في الاحياء السني
2-وبديلا عن صلاح الدين في الحركة نحو التمكين
فصلاح الدين كان وزيرا للدولة العبيدية الرافضية حتى نزعها وكانت دولة كفرية ولا ريب وانما كان عمل صلاح الدين يهدف لتوحيد الجبهة واسترداد القدس
ولايمكن ان نحاكم الاهداف المرحلية بمعايير الاهداف النهائية فلكل مرحلة نصيبها من القوة والقدرة
وتفعيل المبادئ على الارض يكون بحسب القوة في هذه المرحلة
ففي المرحلة الاولى يكون الهدف هو حماية المسيرة من المصادرة
كما حمى الرسول يوما مسيرته بالسرية ثم بسيوف بني هاشم
ثم دخل بعد ذلك في مرحلة اخرى هي "اذن للذين بقاتلون" ثم في مرحلة لاحقة " قاتلوا الذين يقاتلونكم " وهكذا
ولم يستبق الزمان ويصادر على المرحلة الاولى لانه لا يستهدف الا المرحلة الاخيرة!!
فاختار ان يمشي مع الممكن مرحلة مرحلة
وفي مرحلة الدعوة الاولى لانستطيع الا
1-نشر الخطاب الدعوي
2-بالاضافة لنشاط مجتمعي بهدف التغلغل
3-وان احمي مسيرة الدعوة بالتعاون مع من يتعاطف مع قضيتي ولا يقوض الدعوة ولا يعني كفره او علمانيته او منهجه في هذه المرحلة
ولا بأس ان اشارك في معركة بناء الدولة وتقويتها وكسر طوق الفقر والدول النامية والضعف العسكري ولو مع علمانيين وطنيين
حتى اذا بلغت من القوة حالة اكبر من ذلك ادخل في مرحلة جديدة وهكذا
ولا نطيح البصر الى مسائل بعيدة ونحن قلة قليلة غير قادرون على الانتشار في كل انواع الانشطة في المجتمع والدولة.
للمزيد
http://www.youtube.com/watch?v=wPnA2XFet3U
نصوص التعامل مع الحاكم كثيرة عديدة تتناوب ما بين الصبر عليه والطاعة الى وجوب انكار منكره وتعدد اساليب ذلك الانكار
تاهت في هذه القضية افهام وزلت اقدام
والناس فيها بين افراط وتفريط الا من هدى الله
وممن نحسبهم مهديين في هذه القضية الشرعية شيخنا الشاذلي
الذي عالج النصوص بنفس تأصيلي فريد
فجعل العلاقة مع الحاكم على ثمانية مناطات هاكم تفصيلها...
في العلاقة بين الحكام والمحكوم
===================
جعلت اقوام العلاقة مع الحاكم محكومة بالصبر عليه مهما بلغ فسقه وظلمه وبغيه وجوره
بينما العلاقة مع الحاكم توزع على ثمانية مناطات
المناط الاول: الصبر
وهو حق في النبوة والخلافة الراشدة واخره "خير فيه دخن" ثم تنتهي مرحلة الصبر
والصبر هنا ان تصبر على اقامة حد او اخذ مال منك بحقه واللواجب عندها ان تطوع نفسك لتقبل الحق وتصبر وهو معنى الطاعة في المكره في قوله عليه السلام "المنشط والمكره"
المناط الثاني: الكره والانكار
"ثم يكون امراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برأ ومن انكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع...حديث ام سلمة عند مسلم
وهنا موقف اخر غير الصبر هو الكره والانكار
"فقالوا يا رسول الله افلا نقاتلهم قال لا ما اقاموا الصلاة"..نفس الحديث
فهي مختصة بهذا المناط فقط ولا تنطبق على من يقصي شرع الله وينحي الشريعة ويقاتل المسلمين وولاءه وبراءه لغير الدين ويصد عن سبيل الله ويتولى الكافرين بعد هذا يأتيك اوقام ويقولون ما اقاموا فيكم الصلاة !!
فهي اذا لهذا المناط "تعرفون وتنكرون" فقط وما تعرفون اكثر مما تنكرون لانه قدم ما نعرف على ما ننكر
ثم جاءت الملامة على من رضي وتابع فيكون له من الاثم مثل ما لهم
المناط الثالث: الاعتزال
"لَيأتيَنَّ عليكم أمراءُ يُقرِّبونَ شرارَ النَّاسَ ويُؤخِّرونَ الصَّلاةَ عن مواقيتِها فمَن أدرَك ذلك منكم فلا يكونَنَّ عَريفًا ولا شُرطيًّا ولا جابيًا ولا خازنًا" الالباني صحيح الترغيب
فهو اعتزال كلي
بؤيده حديث كعب بن عجرة " إنَّها ستكونُ بَعدي أمراءُ يَكذِبونَ ويَظلِمونَ . فمَن دخلَ عليهِم فصدَّقَهُم بكَذِبِهم وأعانَهم علَى ظُلمِهم, فلَيسَ منِّي ولستُ منهُ وليسَ بواردٍ عليَّ الحَوضَ . ومَن لَم يُصدِّقْهُم بكَذِبِهم ويُعِنهم علَى ظُلمِهم فَهو منِّي وأنا مِنهُ وهوَ واردٌ عليَّ الحَوضَ ."
المناط الرابع: الجهاد بانواعه
وفيه حديث عبدالله بن مسعود عند مسلم " ما مِن نبيٍّ بعَثه اللهُ في أُمَّةٍ قَبلي ، إلا كان له مِن أُمَّتِه حَوارِيُّونَ وأصحابٌ . يأخُذونَ بسُنَّتِه ويقتَدونَ بأمرِه . ثم إنها تَخلُفُ مِن بعدِهم خُلوفٌ . يقولونَ ما لا يَفعَلونَ . ويَفعَلونَ ما لا يؤمَرونَ . فمَن جاهَدهم بيدِه فهو مؤمنٌ ومَن جاهَدهم بلسانِه فهو مؤمنٌ ومَن جاهَدهم بقلبِه فهو مؤمنٌ . وليس وراءَ ذلك منَ الإيمانِ حَبةُ خردلٍ ."
الا ان هذا الجهاد مشتملعلى صور غير قتالية كجهاد اللسان والحجة والانكار
المناط الخامس: الاخذ على اليد
وفيه حديث خرق السفينة المشهور وهذه مرحلة اضافية فوق السابقة تكون بالاخذ على يد الظالم بالقوة وكفه عن منكره
وهو على الحاكم والمحكوم كما فسره عبد الله بن مسعود
عندما قال: يأتي امراء يأتون من المنكر كهذا وحلق باصبعه فاذا تركتموهم وما يفعلون اتوا بالطامة الكبرى ووسع بيديه
المناط السادس: اسقاط الشرعية والحراك السلمي للتغيير
وفيه رواية عن عبادة بن الصامت -عند ابن كثير وغيره- وقد اتى عثمان بن عفان من الشام منكرا افعالا لمعاوية ومعترضا عليه
"...فقام عبادةُ بنُ الصامتِ بين ظهراني النَّاسِ، فقال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أبا القاسمِ محمدًا يقولُ: إنه سيلي أمورَكُم بعدي رجالٌ يُعَرِّفونَكُم. ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعةَ لمن عصى اللهَ، فلا تعتلُّوا بربِّكم."
لا تعتلوا بربكم -اي لا تقول الله امرني بالصبر-
ويؤيده كلام ابو بكر الصديق في خطبة الخلافة "..فان عصيته فلا طاعة لي عليكم"
ويؤيده حديث اخر " ستكونَ عليكمْ أمُرَاءُ منْ بعدِي، يأمرونَكمْ بما لا تَعرِفُونْ، و يعمَلُون بما تُنْكرُونَ، فليسَ أولئكِ عليكمْ بأئمةٍ" -اي اسقاط شرعية بالكامل لانهم يريدون اضلال الامة- وقد رواها ابن ابي شيبة احمد والطبراني
المناط السابع: القتال والمنابذة بالسيف المحدودة
وفيه حديث ثوبان والنعمان بن بشير
"استقِيمُوا لقريشٍ ما استقاموا لكم فإن لم يستقيموا فضَعُوا سيوفَكم على عواتِقكم فأبيدُوا خضراءَهم فإن لم تفعلوا فكُونوا زرَّاعِينَ أشقياءَ"
ذكره ابن حجر في الفتح وغيره وقال رجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعا وله شاهد -يقصد حديث النعمان-
وممن تكلم في هذا باسهاب الامام ابن حزم لمعاصرته لملوك الطوائف في الاندلس على ما فيهم من بغي وظلم واستبداد واستعانة بالاعداء
واتى بحديث نزع الحكام وهو ان رسول الله بعث اميرا مع سرية فلم يمضى امر رسول الله
"بعثَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ سريَّةً فسَلَّحتُ رجلًا منْهم سيفًا فلمَّا رجعَ قالَ لو رأيتَ ما لامنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ قالَ أعجزتُم إذ بعثتُ رجلًا منْكم فلم يمضِ لأمري أن تجعلوا مَكانَهُ مَن يمضي لأمري" الألباني-صحيح أبي داود
وحديث الزكاة لما اجاز النبي قتال من بغا عليك في اخذ الزكاة
"جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ . فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ ! أرأيتَ إن جاءَ رجلٌ يريدُ أخذَ مالي ؟ قالَ فلا تُعطِهِ مالَكَ قالَ أرأيتَ إن قاتَلَني قالَ قاتِلهُ قالَ أرأيتَ إن قتَلَني قالَ فأنتَ شهيدٌ قالَ أرأيتَ إن قَتلتُهُ ؟ قالَ " هوَ في النَّارِ " .رواه مسلم
فالفقهاء عارضوا ابن حزم وقالوا ان الكلام عن اللصوص وليس الامراء فذكر حديث الزكاة والامراء هم يأخذون الزكاة
وحديث معاوية انه هم لاخذ مال او ارض لاحد لعبد الله بن عمر -او ابن عباس- فلبس لبس الحرب وجمع اهله للقتال فاعترضوا عليه بأنه امير
فقال انا اقاتله على مالي لحديث رسول الله من قتل دون ماله ...
وقال-ابن حزم- ان قتال البغاة عام يصح في الامراء او في من خرج عليهم وهو في هذا المناط قتال جزئي محدود للقيام الائمة بالدين جملة
المناط الثامن: القتال العام والمنابذة بالسيف
حيث الهلاك مع الانحراف وهو في حق "الائمة المضلين" الذين ذهبوا بالدين والدولة فهؤلاء لا فتنة اضر على الامة منهم
فمن لم يرزقه الله فهم هذه المناطات
اجملها بمناط واحد هو الصبر حتى جعلوها لمن انحرف عن الشريعة ونحى الشرع وتولى الكافرين واستعان بالناتو واتى بامريكا واتى بكل الموبقات والمكفرات
فمنعوا عنهم الكفر بتفسير مغلوط للايمان -اخراج العمل منن مسمى الايمان-
ومنعوا عنهم الكفر بتفسر مغلوط للحاكمية
واقاموا شرعيتهم بعدم فهم للشرعية -على اساس ان اي حاكم يحكم المسلمين هو ولي امر شرعي-
وجعلوهم ائمة منصورن ينصرون معهم من خرج عليهم ولو بحق
بينما هؤلاء ينطبق عليهم حديث الائمة المضلين الذين خرجوا بالامة من الايمان الى الكفر واضاعوا الدين والدولة وكان خوف رسول الله عليه السلام على الامة منهم اشد من خوفه عليها من الدجال
وهم من جاء بحقهم الحديث "أخوَفُ ما أخافُ عليكُم بَعدي منَ الدَّجَّالِ: أئمَّةً مضلِّينَ" ورد وصح عند كثيرين
.......................................
للاستزادة محاضرات الشيخ بعنوان :
ثوابت الدعوة وأسباب الاختلاف فى المشاركة السياسية
http://youtu.be/Mq8VwTmqneM
http://youtu.be/dHfN3Q8DFA0
http://youtu.be/1Vds_KVJEmM
http://youtu.be/
ملاحظات على التيار الجهادي
================
ابتداءا لا ينكر اثار التيار الجهادي باحياء هذه الفريضة الغائبة وبث روح الجهاد في الامة بعد سبات الا مكابر
ولكن بالمقابل نحى التيار الجهادي مناحٍ بعيدة
من بعد استشهاد الشيخ عبد الله عزام حتى يومنا هذا
فالشيخ رحمه الله كان يسعى لاقامة دولة اسلامية قوية تنتج عن الجهاد الافغاني
فتكون منطلقا لتحرير الامة واعادة امجادها وحضارتها وخلافتها
لذك كثيرا ما ردد ان طريق القدس يمر من كابل
لكن في اواسط التسعينات خرج علينا الشيخ اسامة رحمه الله والدكتور ايمن بمشروع الجبهة العالمية لمقاومة اليهود والصليبين
وكانت بداية زلل منهجي بترك اقامة الدولة كمنطلق لبعث الامة كما كان الفعل النبوي واستبداله بحرب مفتوحة لا نهابة لها مع الغرب والعالم
فيوم قال النبي الكريم "اليوم نغزهم ولايغزونا" كان قد اقام دولة في المدينة دانت لها جزيرة العرب
وصارت قوة اقليمية بل دولية لا يستهان بها انذاك
وكانت بعدها مستعدة لمواجهة قوى الاستكبار ممثلة بدولتي الفرس والروم لم تستعديها ابتداءا ومن اول نشاتها ولا فتحت الحروب معها
ثم تكرس الزلل بظهور شظايا القاعدة هنا وهناك في اليمن والسعودية والمغرب الاسلامي واوربا
وكلها تنظيمات اكثر غلوا وابعد عن الموازبن الشرعية للقاعدة الام
وكانت دوما ولا زالت اكثر استسهالا بشأن الدماء والتكفير والتفجير فزادت بعدا عن الامة وآلامها
الانحراف الاكبر كان في العراق
ابو مصعب الزرقاوي رحمه الله لم يقبل لنفسه دخول معسكرات القاعدة في افغانستان والعمل ضمنها
وجماعته في العراق ادت لصدامات فكرية بينه وبين شيخه المقدسي كانت الاولى من نوعها في التيار
ثم ازاد الامر سوءا بعده على ايدي البغداديين ابو عمر ثم ابو بكر
ثم تدخل الاخير غير المحسوب في الشأن السوري وأول انشقاق من نوعه ورفض لقرارات وتوجيهات الظواهري
واجبار النصرة على اعلان الولاء للقاعدة مخالفة نصيحة سابقة للمقدسي بعدم التسمي بسميات ترهق الجهاد الشامي
وشيئا فيشيئا صارت جماعة دولة العراق والشام منعزلة عن الامة بما فيها التيار الجهادي نفسه ومنظريه
وتمادت في غيها ومحاربتها للفصائل الاسلامية
في تكرار للسيناريو العراقي وافشال الجهاد هناك
هذه المرة صار اسمهم دولة وبانت حقيقة المسار الذي يريدونه للامة
مشروعهم مشروع نخبة جهادية منعزلة عن امتهاتسعى لدولة اشد سوءا من حال افغانستان تكون عبارة عن معسكرات لتدريب الشباب ثم ارسالهم الى السعودية والاردن وربما الى اليهود لعمل مسلح محدود يضيق الخناق على الامة ولا يسبب النكاية في العدوتحت دعوى اننا اعددنا ما استطعنا وفشلنا هو دليل خلل في الاتكال و النوايا والمعتقدوهكذا ندخل يدوامة لا أخر لها بسبب خلل منهجي في فهم الاعداد والحق ان الاعداد هو بإقامة دولة قوية ذات اقتصاد متين تحقق النمو والطفرة التي تنقل البلد من دول العالم الثالث الفقيرة الى دولة تنافس في قوتها الاقليمية على الاقل دولة ايران مثلا تلك الدولة القوية مرهوبة الجانب هي المعنى الشرعي الامثل للاعداد بقوتها وبأوراق ضغطها بمصانعها الحربية ...عندها يتحقق مدلول قوله تعالى "ترهبون به عدو الله وعدوكم " وحينها نخدم الامة وننصر مظلوميها تركيا اليوم بعد نهضتها قادرة على تحقيق توازن عسكري استراتيجي مع امريكا نفسها والى حد بعيد اعني الجانب المادي من قوتها وحسن ادارتها بعض النظر عن مدى اسلامية حكامها اما دولة البغداي فان مكن لها على ارض الشام كما يريد ستأتيها اساطيل الشرق والغرب وتبيدها كما اطاحت بدولة طالبان ونعود لنقطة الصفر بل لتحت الصفر ونرجع مجددا الاسباب الى ضعف في الايمان او اشعرية اوتصوف عند الشعوب في دوامة مغلقةوالاشد ان نعتقد اننا حققنا سنة التدافع وانتصرنا انتصار اصحاب الاخدود ما هكذا يكون التمكين الذي وعدنا الله بهلا اقول ما قلت وانا خصم للتيار الجهادي بل محب وناصح وانما هي محاولة للفهم الموضوعي لسنن التمكين وللسياسة النبوية في سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام
وقفات مع أية الحديد من دروس في السياسة الشرعية
===================
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ}
جاء الانبياء بمفهوم السيادة للشرع بادلة عقلية ونقلية ليبلغوا دين الله ويسوسوا الناس بالشرع
فالسياسة جزء هام من مهمة الانبياء ورسالاتهم
ونقض للعلمانية التي هي فصل الدين عن الدولة وعن الحياة من اساسها
{وَالْمِيزَانَ}
وهو العدل الذي مدار السياسة الشرعية عليه بشقها الاكبر
فالعدل مبدأ كلي اصلي
وهو غير المساواة التي لم ترد في كتاب ولا سنة
بل الاصل ان المساوة في كل شيء ظلم
{لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ}
القيام بالعدل ليس مهمة افراد بل هو مهمة الامة
وهذا تقرير لمبدا ان السلطة للامة
فيكون تمام القاعدة :السيادة للشرع والسلطة للأمة
{وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ}
لا يكفى ان توكل السلطة للناس من غير قوة تحميها "الحديد رمز القوة" لان هناك من سيحول بين الامة وشرع ربها
والبأس الشديد حماية الامة لنفسها حتى تقوم بالقسط
والحديد هنا يشمل رد المعتدي في جهاد الدفع ونشر الرسالة في حهاد الطلب
{وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}
كل استعمالات الحديد تنصب في التنمية
فالتنمية من لب السياسة الشرعية
البأس الشديد" أمن " ومنافع الناس "تنمية "
واجتماع الامن والتنمية هو اكتمال اركان الدولة.
بضاعتنا ردت الينا
هذه الحركة أو قريبا منها على الأقل تعني التأييد والاستحسان لقول أو فعل أو لتصرف ما.. وقد اشتهرت عن الأجانب، حتى ارتبطت بما يصاحبها من قولهم [Like] (فري قود very good)..
======================
من لطائف الفوائد ..د.سعد بن مطر العتيبي
"وقال في موضع آخر[عن يحيى بن معين] : سمعت عباسا يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول وهو على باب أبى النضر وسأله رجل فقال يا أبا عبد الله ما تقول في محمد بن إسحاق وموسى بن عبيدة الربذي فقال أما موسى بن عبيدة فكان رجلا صالحا حدث بأحاديث مناكير وأما محمد بن إسحاق فيكتب عنه هذه الأحاديث يعنى المغازي ونحوها فإذا جاء الحلال والحرام أردنا قوما هكذا قال أحمد بن حنبل بيده وصم يديه وأقام أصابعه الإبهامين أ هـ.
فهل يا ترى تعد هذه الحركة من الحركات الوافدة، أو المشتركة، أو المنقولة عنا ثم المجلوبة إلينا كبعض الأنظمة والقوانين والطروحات الإسلامية؟!
ربما لو علم بعض المنهزمين - التابعين المقلدين للأجانب - بأصولها الإسلامية لهجرها إمعانا في البراءة من الأمة والتبعية للأجنبي!!"
رابط الموضوع:http://www.alukah.net/Web/alotaibi/10592/23629/#ixzz2mOXFN0X
ملحمة عاطفية في ثناياها الحب في الله والتضحية لنصرة دين الله ثم الشهادة في سبيل الله
اين مناهجنا التعليمة ودراساتنا الادبية من دفق المشاعر المخلصة والثبات على الحق ونصرته في هذه الابيات الصادقة والقصة الملحمية
https://www.youtube.com/watch?v=FFdgk6QW96I
====================
كتبت هذه الأبيات الشاعرة الكبيرة والزوجة الوفية الصابرة "أمينة قطب" رحمها الله، ترثي زوجها الأستاذ "كمال السنانيري" الذي قتل في سجون الظلم والطغيان.
ويذكر أنها خطبت له وهو في السجن يقضي عقوبة السجن المؤبد [25عامًا] بعد التخفيف من الإعدام، وظلت في خطبتها 17 عامًا تنتظر أن تجتمع بزوجها تحت سقف واحد.
وبعد سبعة عشر عامًا من الخِطبة الميمونة يتم الزواج، ويسعد العروسان بأحلى أيام العمر، ولم يمهلهما الطغاة، ففي بداية عامهما السادس من الزواج، قيَّدوا الأستاذ "كمال السنانيري" بالسلاسل، وألقَوه في سجون الظلم والظلام بُهتانًا وزورًا، لاقى فيها ما لاقاه من التعذيب حتى صعَدت روحُه إلى بارئها تشكو إليه ظلم العباد.
فكتبت هي تلك الأبيات رثاءًا في زوجها
هل ترانا نلتقي أم أنها
كانت اللقيا على أرض السراب
ثم ولت وتلاشى ظلها
و استحالت ذكريات للعذاب
هكذا يسأل قلبي كلما
طالت الأيام من بعد الغياب
فإذا طيفك يرنو باسماً
و كأني في استماع للجواب
أولم نمضي على الحق معاً
كي يعود الخير للأرض اليباب
فمضينا في طريق شائك
نتخلى فيه عن كل الرغاب
و دفنا الشوق في أعماقنا
و مضينا في رضاء واحتساب
قد تعاهدنا على السير معاً
ثم آجلت مجيباً للذهاب
حين نادني ربٌ منعم
لحياتة في جنان و رحاب
و لقاء في نعيم دائم
بجنود الله مرحا بالصحاب
قدموا الأرواح و العمر فدا
مستجيبين على غير ارتياب
فليعد قلبك من غفلاته
فلقاء الخلد في تلك الرحاب
أيها الراحل عذرًا في شِكاتي
فإلى طيفك أنات عتاب
قد تركت القلب يدمي مثقلاً
تائهاً في الليل في عمق الضباب
وإذا أطوي وحيداً حائراً
أقطع الدرب طويلاً في اكتئاب
و إذا الليل خضم موحش
تتلاقى فيه أمواج العذاب
لم يعد يبرق في ليلي سنا
قد توارت كل أنوار الشهاب
غير أني سوف أمضي مثلما
كنت تلقاني في وجه الصعاب
سوف يمضي الرأس مرفوعاً فلا
يرتضي ضعفاً بقول أو جواب
سوف تحدوني دماء عابقات
قد أنارت كل فج للذهاب
هل ترانا نلتقي أم أنها
كانت اللقيا على أرض السراب
ثم ولت وتلاشى ظلها
و استحالت ذكريات للعذاب
هكذا يسأل قلبي كلما
طالت الأيام من بعد الغياب
فإذا طيفك يرنو باسماً
و كأني في استماع للجواب