الاثنين، 14 أبريل 2014

حدثنا خطيب الجمعة اليوم عن التوبة..

وفي معرض حديثه ساق قصة ماعز والمراة الغامدية وتطهيرهما الاختياري من جريمة الزنا بحد الرجم درءا لعذاب الاخرة فمن وقع عليه الحد في الدنيا حذف الذنب من صحيفة اعماله
كيف يتم تنفيذ حد الرجم؟
يحفر للزاني الثيب المحصن -الذي سبق له الزواج- حتى صدره
ثم يوضع في الحفرة ويرمى بالحجارة حتى يموت 

تخيلت موقف ماعز والغامدية في تلك الحفرة 
حجر يتزل على الكتف فيكسره واخر على الانف فيجدعه وثالث على العين
يا الله عند اي حجر سيموت صاحب الحد الخامس ام العاشر ام لعله اكثر...
سبحانك ربي ..
لمَ غضب ربي الرؤوف الرحيم هذه الغضبة الشديدة
وهو جلّ وعلا أرحم بعباده من الام برضيعها كما جاء في الصحيح
لو مات الزاني دون هذا الحد ودون توبة نصوح ترفع عنه وزره
ما الذي سيحل في البرزخ والاخرة !!
انه العذاب الذي فر منه ماعز والغامدية حين اتيا رسول الله ليطهرهما في الدنيا فيفوزا بالنجاة من اهوال الاخرة

كم هي غالية اذا تلك الاعراض وواجب صيانتها وحفظها
وكم هو واجب العمل على كل موجبات الستر والعفاف في المجتمع
من تربية وتنشئة ايمانية خُلقية ومن ضبط للاعلام ومخرجاته
ومن نشر الستر الظاهر والحشمة في المجتمع
وإعانة على الزواج وتخفيف اعباءه ومتطلباته
ومن اخذ على يد المفسدين

اللهم احفظ اعراض المسلمين وقنا شر الفتن
واعصم شباب المسلمين من الزلل والانحلال

........................................

لقد حاول الرسول الكريم عليه الصلاةوالسلام تجنب اقامة الحد والاعراض عنهما وتلمس الاعذار وطلب الستر ولكنهما كانا حريصين على ان يتطهرها مع التوبة 
رغم ان التوبة الصادقة كافية طالما لم يصل الامر الى القضاء الاعلى 


شروط الحكم بالزنا قاسية صعبة فهو يحتاج اربعة شهداء يرون الحادثة بلا شك او ريب او شبهة 
والاصل ان طالب الزنا يحتال له الحيل ليكون سريا وبعيدا عن الاعين 
فكأن العقاب واقع للمجاهرة التي وصلت حد ان يشهد بالحادثة اربعة شهداء كاملوا الاهلية بشروط الرؤية الدقيقة الواضحة التي لا شبهة فيها
والمجاهرة امر عظيم وافساد عام للمجتمع يوديبه الى مدارك الهلاك 

وفي الحقيقة ان هنالك ما بين السطور في كلامي 
فقد كثرالطرح المنمق للاسلام واظهار ما فيه من جمال ومن ميزات حقوق الانسان والمواطنة والعدالة الاجتماعية والشورى ورفض الاستبداد وكلها معان من الاسلام ولابد ان ندعوا اليها
ولكن كثرة الحرص على الصورة الجميلة الراقية قد ينسينا او يجعل بعضنا يتحرج من التذكير ان الاسلام فيه قانون عقوبات صارم رادع يحمي المجتمع من الانحراف والزلل 
فدين الرحمة والعدالة الاجتماعية هو نفسه الذي يقطع يد السارق الذي قامت الحجة على امره في محكمة عادلة كاملة الاهلية وبحكم قضائي مبرم استنفذ فرص الاستئناف والشفاعة الحق والشهادة 
وفق نفس المنطق الذي بحكم به طبيب عدل ثقة بارع على يد مريض اصابتها الغرغرينا انها بحاجة الى بتر والا تفشى الداء في الجسد وعمت بلواه على السليم من الاعضاء 
فتلك يد السارق بشروطه صارت خطرا على المجتمع ولزم وفق قوانين رب البشر الذي خلقهم وقدر ارازاقهم ان تقطع صيانة وحماية لسائر المجتمع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق