الجمعة، 14 مارس 2014

مضامين الديمقراطية



مضامين الديمقراطية

تتطلع شعوبنا إلى الديمقراطية باعتبارها أداة لتحقيق العدل ، وإزالة الاستبداد والتسلط ،

وإجراء الانتخابات ، وإطلاق الحريات ، وتمكين الشعب من تداول السلطة ، واختيار الحكام

ومحاسبتهم ، وهذا أمر مشروع ومطلوب ويجب أن نحرص عليه ، لكن أميركا تريد الديمقراطية

أداة لتفكيك المنظومة الفكرية والثقافية لأمتنا ، وذلك من خلال ترسيخ وتطبيق مضمون

الديمقراطية الذي يقوم على عدة مبادئ هي:

-1 مبدأ الفردية
                واعتبار الفرد هو الأصل في الحياة والمجتمع والكون ، ويجب إعطاؤه

حريته دون أية قيود في أي مجال من المجالات الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية

والاقتصادية والشخصية ، وإذا تعارضت الفردية مع الجانب الجماعي في الحياة والأمة فيجب
تقديم الفردية على الجماعية . وتطبيق هذا على إطلاقه بالصورة الموجود عليها في الحضارة

الغربية المعاصرة يعني تفكيك الروابط الجماعية التي تقوم عليها أمتنا ، ومساعدة أعداء الأمة

وأبرزهم إسرائيل على تدمير أمتنا ، واستئصال وجودها الجماعي الذي يجب أن نسعى إلى

تعزيزه ، وإلى خلق الموازنة بين الجانبين الفردي والجماعي.

----------------------------

-2 مبدأ المادية ،
                   ويعني اعتبار المادة هي الأصل في حياة الإنسان والكون ، واعتبار أن

الكلام عن الغيوب والروح والجنة والنار والوحي والله والملائكة والشياطين ...إلخ ،

خرافات وأوهام تنحسر بانتشار العلم والمعرفة . وإذا أخذنا بهذا المبدأ فإن ذلك يعني تهديم

بنيتنا الثقافية التي تحتل الآخرة فيها مساحة معادلة لمساحة الدنيا ، ويزاوج الفرد فيها بين

المادة والروح ، وتتغلغل في كيان الفرد مفاهيم غيبية من مثل الإيمان بالله والملائكة والطهارة

والشهادة ، وسيؤدي الأخذ بهذا المبدأ إلى اضطراب وفوضى في المجالات النفسية والفكرية

والاجتماعية والثقافية للفرد والجماعة.

--------------------------

3 - مبدأ استهداف اللذة والمنفعة والمصلحة ،
                                                واعتبارها الأصل في الفرد وا
لمجتمع ، ويجب
تقديم هذه المبادئ على أية قيمة أو خلق إذا وقع التعارض بينهما . وإذا أعملنا هذا المبدأ فإن
هذا سيطلق سعار الشهوات في الأمة ، وسيطلق عنان المصالح الشخصية ، والمنافع الذاتية

وسيدمر جانب التضحية والإيثار والبذل والعطاء والشهادة في بناء الأمة ، ولن تترك الشهوات

المنفلتة ولا المصالح الشخصية المنطلقة بقية من رمق أو قوة من أجل البناء الحضاري.

-------------------------

-4 مبدأ نسبية الحقيقة ،
                          
وذلك يعني أنه ليس هناك حكم مطلق أو قيمة ثابتة ، ويعني أن

كل شيء خاضع للتغيير في كل المجالات الأخلاقية والدينية والثقافية والسياسية . وإذا أخذنا

بمبدأ نسبية الحقيقة فإن ذلك سيؤدي إلى زعزعة أحكام ثابتة في وجود أمتنا كأحكام العقيدة

والعبادة والأسرة ، لأنها تستند إلى نصوص قطعية الثبوت قطعية الدلالة ، من مثل أن الله

واحد ، وأن الصلاة فرض ، وأن الظهر أربع ركعات ، وأن العلاقة بين الذكر والأنثى تكون

من خلال الزواج . وستؤدي هذه الزعزعة إلى رفض تلك الأحكام وتفكيكها بشكل

كامل.


لذلك يجب على القيادات الفاعلة في هذه الثورات الناشئة التمييز بين الديمقراطية

باعتبارها أدوات ووسائل لتحقيق العدل وإقرار الحريات ، وانتخاب الحكام ، وتداول

السلطة ، وبين الديمقراطية باعتبارها مبادئ ومضامين يمكن أن تؤدي إلى تفتيت المنظومة

الثقافية لأمتنا ، فعليها أن تأخذ بالديمقراطية بصورتها الأولى وتترك الثانية.---
نقلا عن الدكتور غازي التوبة في كتاب الحكومة الاسلامية

السبت، 1 مارس 2014

الأصول الشرعية للحراك السياسي الاسلامي (الرؤية الشرعية)

الأصول الشرعية للحراك السياسي الاسلامي (الرؤية الشرعية)
من فوائد الشيخ عبد المجيد الشاذلي رحمه الله


لابد من الفهم الجيد للرؤية الشرعية والاستفادة من مجموع الخبرات السياسية في الصراع مع الباطل
ان الطرق المفردة للحركة الاسلامية لم تنجح في تحقيق التمكين  لشراسة المواجهة وضراوة الاعداء 
مما يتطلب الفهم السياسي الشرعي المعمق
-فالحركة السلمية الكاملة تسرق بسهولة كما حدث في مصر
-الاعتزال لم يأتي ايضا بنتيجة 
-الدعوة دون مواجهة لم تاتي بنتيجة 
-الجهاد المنقوص وعمليات الضرب المحدودة لم تاتي بنتيجة بل غالبا ما كانت نتائجها عكسية 
-النضال السياسي  لم يأتي بنتيجة 

فلابد من شمولية المواجهة المعتمدة على الفهم الكامل للاصول الشرعية 
وهي مواجهة فيها استماتة لاعلاء الحق ولنكون كلمة الله هي العليا

لذلك لابد من تأصيل وضع الديار واحوالها
دار الاسلام في الدولة التي نسعى اليها والقائمة على : الاجتماع على الاسلام والانتساب للشرع
اسمى مراتبها 
1-السنة المحضة: في حديث "ماعليه اليوم انا واصحابي"
2-سنة اهل الاتباع :وهو ما عليه السلف الصالح وائمة الهدى الذين انتهى اليهم علم رسول الله عليه السلام
3-السنة العامة: المستفادة من قوله عليه الصلاة والسلام "خير وفيه دخن" بشيء من الجور او التقصير عما كان عليه الصدر الاول
وهي الدور الواجبة الالتزام التي يقاتل معها ويدافع عنها 

وفي ادنى مراتبها 
1-دار فسق :سريان الفساد واستعلان المنكر واستحسان المعاصي وجريانها مجرى البدع وشيوع الحرابة التحايل على الدين والحقوق ونزع التراحم
3-دار بدعة : كالخوارج والروافض-دون الكفر- ومن جرى مجراهم
3- دار الفرقة : "يتقاتلون على الملك" كملوك الطوائف 
حصل بها انحراف وانحطاط عن الصدر الاول ولكنها لا زالت في اطار "الاجتماع على الاسلام والانتساب الشرع"

دار الكفر هي :
1-دار كفر اصلية (يهود ,نصارى ,ملحدين...)
2-دار ردة وهي داران :
   أ-دار غير واجبة الاسترداد وهي -ردة الى كفر اصلي -وردة الى بدعة مكفرة كالنصيرية والدروز..
   وهي دور كفر من حيث الحكم والصورة ولا يجب استردادها بعد ثلاثة اجيال بل تأخذ حكم دور الكفر الاصلية بسبب تغير التبعية بحيث:
  1-يثبت الكفر بالشارة الظاهرة والظواهر
  2-تغيير فسطاط وانتساب :دروز نصيرية..
  3-القدرة على توريث الابناء ماهم عليه
  4-امر التابع فيها كأمر المتبوع

  ب-دار واجبة الاسترداد وهي دار الردة عن الشرائع 
 فهي واجبة الاسترداد دوما الى يوم القيامة وهي دار مختلطة صورتها صورةالكفر وحكمها حكم الاسلام
 فرضت على الامة كرها دون موافقة ودخلت تحت حكمها بالاستضعاف مع تعذر الانتقال وعدم استطاعة التغيير والناس اخلاط بين جاهل وراض وكاره 
فنقول ان حكمها حكم الاسلام وذلك لاسباب 
1-الاسلام سابق والردة طارئة 
2-الاسلام يعلو ولا يعلى عليه 
3-لم يتأصل فيها الكفر بل وجدت ظواهر شرك وردة 
   من خلل في توحيد الربوبية او شرك في العبادة او شرك في الحكم والولاء
4- لم يدث تغير بالتبعية بالمعنى السابق

-فاثبات طواهر شرك وردة لا يحتم التعيين وعدم القدرة على التعيين لا تنفي ثبوت الظواهر
لذلك نقرر ان الوجود الشرعي للامة قد انقطع ونقر باستمرار الوجود التاريخي

وهذه الدار يجب عمارتها والحرص عليها لانها:
1- واجبة الاسترداد الى الشريعة 
2- الكفر لم يتأصل بها
3-الصراع مع العدو قائم عليها
فالعدو لايزال يراها دار اسلام وحريص على تخلفها وتبعيتها واحتلالها 

 ومطلوب منا تجاه هذه الدار
1- نقلها من التبعية الى الريادة
2-نقلها من العلمانية الى الاسلام
3-من التفكك الى الوحدة
4-من دول العالم الثالث الى المتقدم
5-نجاهد ونقاتل عليها

مما يوجب علينا الانخراط في العمل السياسي والاجتماعي والخيري والجهادي والدعوي 
يجب ان نتواجد في المجتمع وجودا قويا حتى لا ننام الليل 
انطلاقا من امر شرعي مؤصل يحدد لنا ماالذي ندخل فيه وما نعتزله
والرؤية الشرعية تفرض علينا الرؤية السياسية
والرؤية السياسية تضع اهداف واستراتيجيات عامة هي:
1-الدعوة الى توحيد الانبياء والرسل وسلف الامة وما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة
2-احياء السنة كما فعل ابن تيمية 
3-احياء الامة ومعالم هذا الاحياءء تأخذ من حديث عمرو بن العاص عن الروم 
   "-اسرعهم كرة بعد فرة 
    -اسرعهم افاقة بعيد مصيبة 
     -اكثرهم حلما عند فتنه 
    -احناهم على امرأة وضعيف ومسكين
    - واخرى جملية امنعهم من ظلم الملوك"
4-اقامة الدولة القائمة على الشرع والولاية للاسلام وصولا للتمكين كما فعل صلاح الدين الايوبي

وفي سبيل هذا الاحياء نأخذ تسعة خطوط من العمل:
الخط الدعوي - الخط التربوي- الخط الخيري -خط التواصل المجتمعي -الخط التنموي -خط النضال السياسي -خط الاعداد - الخط التكتيكي - والخط الاسترتيجي 
وهي خطوط تمشي بالتوازي والخط الاعداي والتكتيكي يخدمان الاستراتيجي

والخط التكتيكي هو تحرك داخل الوسط الجاهلي وصولا لاقامة الاسلام 
فنؤسس الاحزاب وندخل البرلمانات والنقابات ونتفاعل مع المجتمع ونؤدي له خدمات واعمال خيرية شيئا فشيئا حتى نمسك مفاصل الدولة 
كما فعل صلاح الدين عندما دخل وزارة رافضي باطني في مصر وصبر على بلواهم حتى اسقطهم ووحد الجبهات واقام الدولة الممكنة وانتصر على الصليبين واستعاد القدس
فلابد من الصبر والمشي بطريق الشوك حتى بلوغ الاهداف 
ومشاركتنا تلك لاتكون مشاركة اعتراف واقرار بالشرعية بل :
-مشاركة مدافعة للباطل وردا لصيال العلمانية بدون الاقرار بشرعية السلطة 
-مشاركة تعاون على مصلحة البلد لاننا اقررنا انها دار واجبة الاسترداد

والخطوط التسعة غاية بذاتها ووسيلة مطلوبة بذاتها وتخدم غيرها لبلوغ الهدف الاشمل
فان لم تعطي الثمرة المباشرة فنحن :-
نثبت وجودنا في الساحة -ونكتسب الخبرات اللازمة الى ان يمن الله علينا بالتمكين
والجهاد من خط الاعداد ولكن حمل السلاح لا يكون الا لحماية ثورة شعبية .